ص 302 / حكم جمع الصلوات لغير عذر
س : هل يجوز الجمع بين الصلوات بدون أي عذر؟
ج : لا يجوز الجمع بين الصلوات بدون عذر لقول الله تعالى : { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً } ( سورة النساء ، الآية : 103 )
. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت الصلوات وجعل لكل صلاة وقتاً محدداً
، فتقديم الصلاة عن وقتها أو تأخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي من تعدي حدود
الله عز وجل . وقد قال الله تعالى : { ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون } .
( سورة البقرة ، الآية : 229 ) { ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } .
فعلى المرء أن يصلي كل صلاة في وقتها ، ولكن إذا دعت الحاجة وشق على
الإنسان أن يصلي كل صلاة في وقتها فلا حرج عليه أن يجمع حينئذ . فيجمع بين
الظهر والعصر إما جمع تقديم أو تأخير حسب الأيسر له وبين المغرب والعشاء
إما جمع تقديم و إما جمع تأخير حسب الأيسر له ، لقول ابن عباس رضي الله
عنهما : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب
والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر ، فسئل عن ذلك فقال أراد أن لا يحرج
أمته ) . أي أن لا يُدخل عليها الحرج في ترك الجمع ، وهذه إشارة من ابن
عباس رضي الله عنهما إلى أن الجمع لا يحل إلا إذا كان في تركه حرج ومشقة ،
وهذا هو المتعين فإن جمع الإنسان بين الصلاتين بدون عذر شرعي فإن الصلاة
المجموعة إلى وقت الأخرى غير مقبولة عند الله ولا صحيحة ، وذلك لأنه عملها
عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .


الشيخ ابن عثيمين
* * *